بسم الله الرحمن الرحيم
تأملت في رواد النت .. تأملت في زبائن المنتديات .. تأملت في الأسباب والأهداف .. عندما يكون هدفك محددا فكل ما سوا ذلك يطيل عليك الطريق .. فالزمن سريع .. والعمر قصير .. والهمة كليلة .. والواجبات أكثر من أن تترك وقتا لغير مصلحة النفس .. تأملت في هذه الآلاف التي تعج بها الشبكة الماكرة .. رأيتهم بين أحد ثلاثة أصناف .. غلام مراهق يجد في النت سلوته كلعبة يعبث بها .. فهو يشتم هذا ، و يتسفل على ذاك .. أو أنه يبحث عن الدفء عند ذلك الفارغ أو عند هذا المملول .. والصنف ا لثاني .. شخص إنطوائي هجر المجتمع وتقبّع أمام تلك الشاشة الساحرة وقته كله للنت .. في العمل كلامه عن النت ومناوشات الصبيان فيه وربما اتخذ معرفات خرقاء لمراهقين حتى يعيش الجو .. أو ربما لجأ إلى البالتوك ليجد من يتعاطاه الكذب .. والصنف الثالث وهو أندر من الكبريت الأحمر .. مزق بعضا من وقته .. وعطل كثيرا من واجباته .. ومنحها للنت .. ليس خطبة لود أحد ، ولا رغبة لرضى الفارغين ، ولكن فعل ذلك لله .. هذا النوع نموذج لا تكاد تجده ما هو بهارب من المجتمع .. ولا هو بلاجئ إلى أحضان مايكروسوفت .. ولكن هدفه تبصير هذا الهمج الهامج بشئ يسير مما ينبغي أن يعوه من أمور الدين .. كبح جماح المراهقة .. وتبريد حرارة الشباب في زبائن النت الذين 80% منهم ممن دون 23 سنة .. لا يهمه ثناء المادح ، ولا شتيمة القادح .. ولا يهمه أن ينسب فضله إلى غيره .. ولا أن بتجاهله بصلف صاحب نفوذ ! ولا أن يعطره محسن ظن بقوله : أحسنت .. لا يبالي بمن إذا عجز عن الرد عليه في ا لعام لجأ إلى شتمه في الخاص !!